تجارة الشخصيات الرقمية: هويات مزيفة وسوق سوداء جديدة

في عالم رقمي يزدحم بالمؤثرين، ظهر سوق غير مرئي يستثمر في شخصيات وهمية بالكامل، تُصنع خصيصًا للتأثير أو للتشهير. شخصيات تبني علاقات وهمية، تقدم محتوى يوميًا، وتؤثر في الرأي العام مقابل آلاف الدولارات.
كيف تُصنع هوية رقمية مقنعة؟تُستخدم صور واقعية تم إنشاؤها عبر الذكاء الاصطناعي، مصحوبة بسيرة ذاتية وهمية تشمل مؤهلات وخبرات افتراضية. وتشير دراسة حديثة إلى أن 25% من الحسابات الجديدة التي تظهر شهريًا على تويتر وفيسبوك هي حسابات وهمية مؤجرة.
أرقام خفية وأسواق سريةتتنوع أسعار هذه الخدمات وفقًا لتعقيد المهمة: إنشاء حساب بسيط يكلف حوالي 50 دولارًا، في حين أن الحملات المدروسة بعناية، مع جمهور متفاعل، تصل قيمتها إلى 15 ألف دولار لكل حساب مؤجر شهريًا.
الجانب النفسي: من يدير هذه الحسابات؟تؤكد دراسات نفسية أن من يديرون هذه الحسابات غالبًا ما يكونون أشخاصًا يتجنبون المواجهة المباشرة ويشعرون بالأمان خلف شخصية وهمية. ويشعرون بلذة خاصة حين يمارسون نفوذًا خفيًا على الرأي العام، مبررين سلوكهم بأنه "مجرد عمل" أو "تجربة اجتماعية".
هل هذا نموذج اقتصادي جديد؟يتم شراء الحسابات القديمة الموثوقة، وإعادة توجيه محتواها لتصبح أدوات في يد من يدفع أكثر. الحملات الرقمية المنظمة، المدفوعة من الشركات أو الأحزاب، باتت سوقًا تحقق أرباحًا هائلة، مما جعلها تستقطب رواد الأعمال في العالم الرقمي.
ما لا يعرفه الجمهورمن الخدمات التي لا تظهر للعلن، خدمة "الصيانة الشهرية" للحسابات الوهمية، وخدمات البيع والشراء للحسابات الفاعلة التي تحتوي على آلاف المتابعين المزيفين. كما توجد شبكات سرية لتبادل الهويات الرقمية بين العصابات الرقمية، لتوسيع نطاق تأثيرها.
التداعيات الاجتماعية والأخلاقيةتسبب هذه التجارة فقدانًا خطيرًا للثقة في المنصات الرقمية، وتؤدي إلى استقطاب حاد في الرأي العام. كما أنها تترك ضحاياها يعانون من أضرار نفسية كبيرة نتيجة حملات التشويه التي لا يمكن مواجهتها بسهولة قانونية.
ختامًا: لا تكن ضحية لخدعة الأرقامفي عالم أصبح فيه الرقم أكثر أهمية من المحتوى الحقيقي، بات من الضروري أن يتحلى المستخدمون بالوعي النقدي تجاه ما يرونه عبر منصات التواصل. ابحث دائمًا عن الحقيقة، وتحقق بنفسك، ولا تسمح للأرقام الوهمية بتشكيل رأيك.