شعار LINE 13

منصة مستقلة للقصص الممنوعة والحقائق المخفية

تأنَّ


امرأة تكتب
LINE 13

أن تبقى مخلصًا، ليس ترفًا، بل مقاومة..

بطولة هادئة لا تُصفّق لها الجماهير.

تمهّل..
زمنٍ لا يلتفت، تبدو فيه فضيلة #الإخلاص عبئًا عتيقًا.

أن تظل وفيًّا لصوتك الداخلي وسط الصخب، كمن يُخبي شمعة من الإعصار.

نلهث.. نُراكم المهام، نختنق بجدولٍ لا ينتهي، ثم نقف فجأة ولا نعرف لماذا بدأنا أصلًا.
لمن هذه الأحلام المُستعارة؟
كقطرات ماء تتسرب رويدًا وتغيب في الرمل، نتآكل في صمت، نفقد طقوسنا.
لحظات الوحدة البسيطة.
الأحاديث الصافية مع أنفسنا.

ضيعنا قدرتنا على التمهّل، على الإصغاء لتلك النبضات الخافتة التي تقول لنا بصدق: "ما زلتَ هنا".

#الإخلاص ليس انغلاقًا على فكرة، بل إصغاء عميق لما تبقى من الإنسان فينا.
ليس هو التشبث بالماضي، بل الوفاء للمعنى..
لن نشرب السم مثلما فعل سقراط..
لسنا بحاجة لاعتزال العالم، بل لإعادة ترتيب المسافة بيننا وبينه.

أن نعيد الحق لبطء الكتابة، لصدق العلاقات، لصباح بلا إشعارات، لوقت يُستهلك في التأمل لا في العَرض.

لنسمح للحلم أن ينمو ببطء، لجملة واحدة صادقة:
"السكينة لا تأت من إنجاز كثير، بل من وضوح قليل."

إن الإخلاص ليس وجهًا من وجوه النُبل القديمة، بل هو طوق نجاة في هذا الغرق الجماعي.
وحدهم الذين تمهلوا، وأنصتوا، وتراجعوا خطوة ليُبصروا، هم من عبروا… حقًا عبروا.

— تحرير: مروى علي الدين